منتدى الإعلاميين الشباب السودانيين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى لكل الإعلاميين السودانيين المنتشرين حول العالم

أحمد عبد القادر : تم إضافة مساحة لدردشة الإعلاميين المتواجدين في المنتدى أسفل الصفحة الرئيسية .. وقتاً ممتعاً أرجوه لكم
تعرف على آخر إحصائيات المنتدى من خلال الرابط التالي https://usyc.ahlamontada.net/stats.htm
عيدكم مبارك .. كل عام وأنتم بخير .. إدارة المنتدى
تم إضافة قسم خاص بالمقالات وتم تقسيمه إلى قسمين .. قسم خاص بمقالات الأعضاء .. والقسم الآخر خاص بالمقالات المنقولة

2 مشترك

    البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية

    avatar
    ahmed alshakh


    عدد المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 26/07/2010

    البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية  Empty البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية

    مُساهمة من طرف ahmed alshakh الإثنين يوليو 26, 2010 5:22 pm

    البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية

    الصحافة الإذاعية والتلفزيونية والإلكترونية أنواع متخصصة لها متطلبات ومقتضيات إضافية تزيد على تلك التي بحثناها حتى الآن. والصحفيون في الإذاعة والتلفزيون لا يستعملون الكلمات فحسب بل اللقم الصوتية والصوت الطبيعي والفيديو أيضاً في إعداد قصصهم الإخبارية. ويجب أن يُكتب ما يكتبونه ليسمعه الجمهور لا ليقرأه. ويمكن لصحفيي الإنترنت، مثلهم في ذلك مثل نظرائهم في التلفزيون، أن يضمنوا تقاريرهم الإخبارية صوتاً ولقماً صوتية وصور فيديو، بالإضافة إلى عناصر تفاعلية تسمح للقارئ بمطالعة التقرير وتمحيصه بالسرعة التي يختارها.



    وسنستخدم، بهدف التبسيط، كلمة "البث" في هذا الفصل لوصف جميع الأخبار الإذاعية والتلفزيونية، سواء أرسلت على الهواء أو الكبل أو عن طريق قمر صناعي.
    أشكال وشروط القصة الإخبارية المذاعة
    الأشكال الأساسية للقصة الإخبارية المذاعة هي "القراءة" أو "القارئ"، و"صوت الراوي" دون ظهور صورته و"الصُرّة" أو "الرزمة". والقصة الإخبارية من نوع "القارئ"" هي تماما ما تدل عليه تسميتها - أي قصة إخبارية بدون مقاطع صوتية إضافية أو فيديو - يقدّمها عادة المذيع أو كبير المذيعين في الأستوديو. وصوت الراوي هو تعبير تلفزيوني لقصة إخبارية تقدّم مع فيديو ولكن بدون "لقم صوتية"، واللقمة الصوتية هي الاستشهاد بقول شخص ما بصوته. وفي هذا النوع، يقرأ المذيع أو كبير المذيعين نص القصة الإخبارية دون ظهور صورته على الشاشة فيما يتم عرض الفيديو. وتحوّل إضافة لقمة صوتية إلى القصة هذا النوع إلى ما يعرف بصوت الراوي-وصوت على الشريط. ومع أن محطات كثيرة في هذه الأيام تقدّم جميع أشرطة الفيديو رقميا بدون استعمال أشرطة فإن التعبير الذي استخدمناه، وهو صوت على الشريط، ما زال مستخدما. وهذه الأنواع من القصة الإخبارية المبثوثة - القارئ وصوت الراوي وصوت الراوي مع صوت على شريط تميل إلى أن تكون قصيرة: طولها عادة أقل من دقيقة، وأحيانا 10 ثوان أو 15 ثانية.
    القصة الإخبارية المتكاملة التي يقدمها المراسل الصحفي تعرف باسم "الصرة" في الراديو و"الرزمة" في لغة أخبار التلفزيون. وهي تتألف من رواية أو سرد الصحفي، أو "التسلسل"، وتشتمل عادة على لقم صوتية ومقاطع صوتية طبيعية، أي الأصوات التي تحدث بشكل طبيعي في الموقع. وتشتمل القصة التلفزيونية بالطبع على الفيديو، وقد يشتمل الفيديو على رسوم وصور إيضاحية إما ساكنة أو متحركة. ويمكن تقديم هذه الأنواع من التقارير الإخبارية إما بالبث الحي على الهواء أو بعد تسجيلها مسبقا، وهي تميل إلى أن تكون أطول من الأنواع الأخرى - تصل أحيانا إلى ست أو سبع دقائق، ويتوقف طولها على البنية المعتمدة للنشرة الإخبارية. وتشتمل كل رزمة أيضاً على مقدمة يقرأها مذيع نشرة الأخبار. كما يشتمل الكثير منها أيضاً على "ملحق ختامي" يقدّم مزيدا من المعلومات في نهاية الرزمة التي أعدها المراسل.
    وهناك نوع آخر من القصة الإخبارية المذاعة أو المبثوثة يعرف باسم "الصوت الطبيعي". ويستخدم هذا النوع أكثر ما يستخدم في التلفزيون، وإن كان يستخدم أحياناً أيضاً في الراديو. ولا يشتمل هذا النوع على أي قراءة أو "تسلسل" بصوت الصحفي، بل يقوم الأشخاص المقدمون في القصة الإخبارية برواية الأحداث أو بالسرد. وقد يتطلب هذا الأسلوب قدراً أكبر من التخطيط وتغطية لا تقل عن التغطية في أي قصة إخبارية أخرى، ولكن النتائج قد تكون قوية مؤثرة جدا. وعلى الصحفيين المصورين، الذين يقومون أحياناً بإنتاج هذا النوع من التقارير الإخبارية وحدهم بدون مراسل صحفي، التأكد من أن كل جزء من المعلومات الضرورية للقصة الإخبارية مسجل على الشريط، وإلا كان الناتج النهائي بلا معنى.
    الكتابة للراديو والتلفزيون
    تكتب القصص الإخبارية للراديو والتلفزيون لأذن المستمع، وليس لعين القارئ. ويتعين على الكتّاب أن يكتبوا الخبر الذي يمكنهم قراءته بصوت مرتفع: خبر واضح يقدّم بلغة بسيطة ويفهم بسهولة. وبعكس قراء الجريدة أو الإنترنت فإن جمهور البث لا يستطيع الرجوع لإلقاء نظرة ثانية أو لمعاودة الاستماع لقصة إخبارية لم يفهمها في المرة الأولى. وقد كتب إد بليس محرر الأخبار في شبكة سي بي إس (التلفزيونية الأميركية) ذات مرة "الكلمات تنطق، وبعد أن يتم النطق بها، لا يمكن استرجاعها".
    ويكتب صحفيو البث بأسلوب أكثر إيجازاً من أسلوب زملائهم في الصحف. وهم مضطرون إلى ذلك. فالمادة المطبوعة لنشرة أخبار طولها نصف ساعة لن تملأ أكثر من صفحة أو اثنتين في الجريدة. ولا يمكن لافتتاحية النشرة أن تغطي جميع النقاط الأساسية الست، أي من ومتى وأين وماذا ولماذا وكيف، التي ناقشناها في الفصل 2، لأنها ستصبح طويلة جداً وستصعب متابعتها. ويختار كاتب الأخبار المبثوثة أو المذاعة، عوضا عن ذلك، أهم نقطتين أو ثلاث نقاط أساسية ليستخدمها في الجملة الافتتاحية، ويغطي النقاط الأخرى في الجملة التالية. وتميل تقارير الأنباء المذاعة أيضاً إلى إغفال بعض التفاصيل، كالأعمار والعناوين، التي توجد بشكل روتيني في الصحافة المطبوعة. ويكتب المذيعون جملا أقصر لكي يتمكنوا من قراءتها بصوت عال في نفس واحد دون لهاث أو انقطاع نفس.
    ويتعين على الصحفيين في الراديو والتلفزيون أن يكونوا قادرين على تحسس وقع الكلمات التي يستخدمونها على السمع. وهم متيقظون دوماً، على غرار الشعراء، للسرعة والإيقاع. فكّر في هذه الجملة من نص لإدوارد آر. مَرو مراسل شبكة سي بي إس الشهير الذي غطى الحرب العالمية الثانية من لندن "يمتد انقطاع الكهرباء من بيرمنغهام إلي بيت لحم، ولكن السماء في بريطانيا صافية هذا المساء". هذه جملة كُتبت لسماعها لا قراءتها. فكلماتها بسيطة، ونهايتها واضحة جازمة.
    ويجب على كتّاب البث أن يحذروا اللغة التي قد تكون صحيحة في الصفحة المطبوعة، ولكنها تبدو سخيفة عندما تقرأ بصوت عال. وعندما توفيت الممثلة الأميركية والكوميدية التلفزيونية لوسيل بول وصفتها قصة إخبارية في الصحافة المطبوعة بأنها "بول (أي الكرة بالعربية) البالغة الثالثة والثمانين من العمر". وجاء في الخبر المذاع في الراديو "كانت لوسيل بول في الثالثة والثمانين من العمر". (وبذلك تجنبت التشوش الناجم عن المعاني الأخرى لكلمة "بول" باللغة الإنجليزية). كما يتعين على كتّاب البث أن يتفادوا استخدام الكلمات المتشابهة اللفظ المختلفة المعنى. ففي اللغة الإنجليزية يمكن الخلط بسهولة بين كلمة (Miner) أي: "عامل منجم" وكلمة (Minor) أي: "قاصر؛ أو، موضوع ثانوي." ويجب استخدام مثل هذه الكلمات في السياق المناسب لكي يكون معناها واضحا. ويعود الصحفيون العاملون في البث أنفسهم على قراءة تقاريرهم بصوت عال قبل قراءتها على الهواء لاكتشاف مثل هذه المشكلة، واكتشاف المعاني المزدوجة المحتملة المحرجة التي لا تكون واضحة على الورق. وعند تغطية خبر مباراة غولف يخصص ريعها للأعمال الخيرية فإنك لا تريد أن تقول "لعب جولة مع رئيس الوزراء". (الخلط المحتمل هنا هو بين "Played a round" باللغة الإنجليزية والتي تعني "لعب جولة" و"Played around" وتعني تلميحا "أساء التصرف").
    ومع أن نصوص البث مكتوبة لكي تقرأ بصوت عال فإن أهمية التهجئة الصحيحة فيها لا تقل عما هي عليه في الصحافة المطبوعة. وكثيرا ما تؤدي التهجئة غير الصحيحة إلى تلعثم أو خطأ في اللفظ على الهواء. ولكي يضمن الصحفيون العاملون في البث أنهم سيلفظون الكلمات الصعبة لفظا صحيحا فإنهم كثيرا ما يضمنون نصوصهم تهجئة لفظية للكلمة. ومما زاد من أهمية التهجئة الصحيحة في هذه الأيام كون الكثير من المحطات تقدم قصصها الإخبارية على الإنترنت. كما أن لدى بعض المحطات التلفزيونية برمجيات في أجهزة الكمبيوتر تحوّل النصوص المقروءة أوتوماتيكيا إلى جمل تظهر على الشاشة كخدمة للمشاهدين الصم. وفي كلتا الحالتين تعطي أخطاء التهجئة صورة سلبية عن الصحفيين والمحطة.
    وتكتب أخبار الراديو والتلفزيون بأسلوب أبسط وأقرب إلى أسلوب الحديث مما هو الحال في الصحافة المطبوعة. وبعبارة أخرى، يتعين على الصحفيين العاملين في البث أن يكتبوا بالطريقة التي يتحدثون بها. وقد تقول القصة الإخبارية في الجريدة "فر الرجل في شاحنة تويوتا حمراء، بحسب ما قالت الشرطة." ولكن العزو يأتي في البداية في حالة البث، ولذا يقول النص المذاع في الراديو أو التلفزيون "يقول الشرطة إن الرجل فر في شاحنة تويوتا حمراء". وللمحافظة على أسلوب المحادثة لا يحتاج الإذاعيون إلى استخدام الأسماء والألقاب كاملة في القصص الإخبارية. ويمكن القول بشكل عام إن الأحرف الأولى للاسم الأوسط لا تستخدم على الهواء ما لم يكن ذلك الحرف جزءا أساسيا من الاسم. وفي بعض الأحيان قد لا يكون حتى الاسم ضروريا. فعلى سبيل المثال، سيشير تقرير إخباري في الصحافة المطبوعة إلى أن "وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود كاسوري اجتمع مع نظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم في إسطنبول بتركيا يوم الخميس"، ولكن النبأ المذاع في الراديو قد يقول ببساطة "اجتمع وزيرا الخارجية الباكستاني والإسرائيلي اليوم في تركيا.".
    وتعد الآنية مقوماً أساسيا في أخبار البث. فإذا حدث شيء وأنت على الهواء يمكنك، بل ويجب عليك، أن تقول ذلك: "يتوجه الرئيس حالياً بطريق الجو إلى كيبتاون..." لأن عنصر الآنية في هذه الجملة أقوى من قولك: "يتوجه الرئيس اليوم بطريق الجو إلى كيبتاون". ويمكن القول بشكل عام إن الصحفيين العاملين في الراديو والتلفزيون يتجنبون استخدام المراجع الزمنية في افتتاحاتهم ما لم يكن الحدث قد وقع اليوم. وفي حين أن جريدة الأربعاء ستنشر هذه الجملة الافتتاحية: "توجه الرئيس مبيكي بطريق الجو إلى كيبتاون الثلاثاء"، فإن النشرة الإذاعية لصباح الأربعاء ستقدم النبأ بشكل مختلف إذ ستقول: "وصل الرئيس مبيكي إلى كيبتاون". والأفضل من ذلك أن يستكشف الكاتب نشاطات الرئيس في كيبتاون يوم الأربعاء بحيث يمكنه كتابة التقرير الإخباري بالفعل المضارع، فيقول: "يجتمع الرئيس مبيكي هذا الصباح مع الطلاب في جامعة كيبتاون".
    الصوت
    تعادل اللقم الصوتية التي يستخدمها الصحفيون العاملون في الراديو والتلفزيون في قصصهم الإخبارية نقل الأقوال في الصحافة المطبوعة، ولكن اختيارها يتطلب خطوة أخرى في اتخاذ القرار. فليس كافيا أن تكون اللقمة الصوتية منطقية على الورق، بل يجب أيضا أن تكون واضحة بما يكفي لفهمها في الراديو والتلفزيون. ويجب أن يلتفت الصحفيون العاملون في البث إلى طول اللقمة الصوتية. فما يبدو قصيرا على الورق قد يتطلب من شخص ما وقتا طويلاً لقوله، وقد تكون اللقمة الصوتية من الطول في بعض الأحيان بحيث لا يمكن استخدامها بكاملها بدون تجاوز التقرير الإخباري الوقت المحدد له.
    ويولي الكتاب العاملون في البث اهتماماً خاصاً لوصلات الانتقال إلى اللقم الصوتية والخروج منها. وهدفهم هو خلق سرد سلس يحتفظ بانتباه الجمهور طوال القصة الإخبارية. وعلى سبيل المثال، إذا كانت اللقمة الصوتية تبدأ بضمير، يتعين على الكاتب أن يجعل المعنى واضحا في البداية، بصياغة الجملة بحيث تحصل الأذن على المعلومات الضرورية لتوضيح ما سيلي. لنفترض أن القمل تفشى في رؤوس تلاميذ المدارس المحلية. وتقول ممرضة في إحدى المدارس في لقمة صوتية "إنهم يأتون إلى هنا وهم يحكون رؤوسهم ونحن نعلم ما هي المشكلة، لأنها واضحة جدا". وحين تقول "هم" فهي تعني تلاميذ المدارس. ولن يكفي ذلك إذا كان المقطع الصوتي قبل ذلك يقول "تقول ممرضات المدارس إنهن يواجهن تفشياً مروعاً للقمل" لأن الضمير في بداية اللقمة الصوتية لا يتطابق مع الجملة السابقة. ويمكن للصحفي أن يقول، بدلا من ذلك، إن "انتشار قمل الرأس يعني أن الممرضات مثل ماري سميث يعالجن اليوم عددا كبيرا غير عادي من الأطفال".
    وبالإضافة إلى اللقم الصوتية قد تتضمن القصص الإخبارية على الراديو والتلفزيون ما يسمى بالصوت "الطبيعي" أو "الخام". وهذا هو الصوت الذي يسجل أثناء تغطية القصة الإخبارية: صفير الريح وصفارة الشرطة والأطفال وهم يهللون مبتهجين. واستخدام هذا الصوت في تقديم القصة الإخبارية ممارسة عادية في بعض أنحاء العالم. ويتيح استخدام الصوت الطبيعي للمستمعين أو المشاهدين الإحساس وكأنهم شاهدوا المكان والوضع بأنفسهم، بدلا من أن يحدثهم الصحفي عنهما. كما يمكن أن يوفر الصوت الوصلة الانتقالية من موقع لآخر، مما يقود الجمهور إلى المشهد التالي.
    ويمكن استخدام الصوت الطبيعي على مستوى منخفض للصوت تحت كلمات الصحفي، أو "رفعه إلى المستوى العالي" بحيث يسمع بوضوح. وفي كلتا الحالتين يساعد الصوت الصحفي على سرد القصة الإخبارية. والصوت الطبيعي، مثله كمثل طين البناء بين قطع اللبن، يحافظ على تماسك بنية القصة الإخبارية. ويقول الصحفي المصور الأميركي ستيف سوايتزر إن استخدام الصوت الطبيعي في التلفزيون ضروري لسرد قصة كاملة، ويضيف أن "الصوت هو الجزء الآخر من الصورة".
    الصورالتلفزيون وسيلة إعلام أكثر بكثير من مجرد راديو مع صور. وصحفيو التلفزيون المهرة يجمعون بين الكلمات والفيديو لسرد قصة أقوى. والصور ليست مجرد فيديو "ورق جدران" للزينة، بل هي جزء أساسي من القصة الإخبارية. والبصريات هي كناية عن "ماذا" القصة الإخبارية. بينما تسرد الكلمات "لماذا". ولنقتبس مما قاله إد بليس مرة أخرى "المشاهدة قد تعني التصديق، ولكنها لا تعني الفهم".
    وعلى الصحفيين العاملين في التلفزيون معرفة صور الفيديو التي سيستخدمونها في القصة الإخبارية قبل بدء الكتابة. ويتعين عليهم، حينما يكون ممكنا، مشاهدة الفيديو بأكمله أولا كي يضمنوا أن ما يكتبونه سيكون متساوقاً مع الصور. وهذه ليست مجرد مسألة أسلوب. فقد أظهرت الأبحاث أن المشاهدين يفهمون ويتذكرون القصص الإخبارية على نحو أفضل حين تتلاءم الكلمات والفيديو، أي حين يرويان القصة الأساسية نفسها. أما عندما لا يتلاءم الفيديو مع الكلمات فإن المشاهدين يميلون إلى أن يتذكروا قدرا أكبر مما يشاهدونه مقارنة بما يسمعونه. تخيل مثلا قصة إخبارية عن تأثير عاصفة كبرى على إمدادات الوقود لدولة ما. فإذا أظهر الفيديو الأضرار التي سببتها العاصفة وما نجم عنها من عواقب، قد تفوت النقطة الأساسية، توقف إمدادات الوقود، المشاهد. وستكون متابعة القصة الإخبارية أسهل إذا أظهر الفيديو الدمار الذي سببته العاصفة أثناء حديث الصحفي عن عواقبها ثم انتقل إلى صور شاحنات الوقود التي لا تستطيع مواصلة سيرها أو الناس المنتظرين في طوابير يحاولون شراء البنزين فيما يصف الصحفي تأثير العاصفة على إمدادات الوقود.
    ولا يعني تساوق الكلمات والصور أن على الصحفيين أن يكتفوا بوصف ما يمكن للمشاهد أن يراه. لنفترض أن الفيديو يظهر شاحنة مزرعة تنطلق عبر طريق ترابي. فليس هناك جدوى من أن يقول الصحفي شيئا واضحا مثل "تعيش أسرة روبرتسون في نهاية طريق ريفي طويل". وما يجب أن تقدمه الرواية الصوتية بدلاً من ذلك هو أن تضع الصورة في سياق وتضيف معلومات إليها. وفي هذه الحالة، يمكن للصحفي أن يقول "كان الجفاف شديدا جدا إلى درجة أنه لم يكن لدى أسرة روبرتسون محاصيل لتبيعها هذا العام".
    نشرات الأخباريتحكم قراء الجرائد ومواقع الأخبار على الإنترنت على نحو كبير بكيفية تلقيهم للأخبار. ولكن تحكم مستمعي الراديو ومشاهدي التلفزيون أقل من ذلك بكثير. فباستطاعة قارئ الجريدة أن يختار البدء بالصفحة الأولى، أو قسم الرياضة أو قسم الوفيات. وبوسع قارئ الأخبار على الإنترنت أن يستعرض محتويات موقع الشبكة قبل أن يقرر المادة المحددة التي يريد قراءتها من بدايتها حتى نهايتها. ولكن يتعين على مستمع الراديو أو مشاهد التلفزيون أن يستهلك الأخبار كما يتم توفيرها، فترتيب القصص الإخبارية مقرر مقدما من قبل مخرج نشرة الأخبار.
    وتبدأ نشرات الأخبار عادة بما يعتقد المخرج أنه النبأ الرئيسي لذلك اليوم. وهذا لا يعني أن كل قصة إخبارية بعد النبأ الأول تعتبر أقل أهمية بقليل من الخبر الذي سبقها. ويتعين على المخرج أن يأخذ بالاعتبار تأثير نشرة الأخبار ككل متكامل، وليس كل قصة إخبارية بمفردها فقط. ويضع المخرجون في كثير من الأحيان قصة إخبارية هامة أو غير عادية في مكان متأخر في ترتيب نشرة الأخبار ويستخدمون "عبارات التشويق" وإثارة الفضول لمعرفة تفاصيل ما سيلي كوسيلة للاحتفاظ باهتمام المشاهدين ودفعهم إلى متابعة المشاهدة. (تحدثنا عن عبارات التشويق في الفصل 4).
    ويضع مخرج نشرة أخبار التلفزيون، من خلال عملية تشبه تقرير محرر الصحيفة تصميم الصفحات، لائحة بالأخبار التي ستتضمنها النشرة، يدرج فيها جميع القصص الإخبارية حسب الترتيب الذي ستبث فيه. ومهمة المخرج هي معرفة طول كل قصة إخبارية بدقة لأن نشرة الأخبار يجب أن تبدأ وتنتهي في وقت محدد. وبمجرد أن يبدأ البرنامج، يعمل المخرج على ضمان استمراره حسب الجدول. وفي حال تجاوز قصة ما الوقت المحدد لها، يتعين على المخرج أن يقرر ما سيقطع للتعويض عن ذلك. وإذا ما ألغيت قصة إخبارية، يتعين على المخرج أن يقدّم مادة لملء الفراغ الذي خلفته.
    الأخبار الإلكترونيةتشترك الصحافة الإلكترونية ببعض الخصائص مع الصحافة المطبوعة وبخصائص أخرى مع صحافة البث، وإن كانت تتصف أيضاً بخصائص تنفرد بها الشبكة الإلكترونية. فكثيرا ما تقدم مواقع الشبكة الإلكترونية مقالات صحفية للقراءة، تماماً كما لو كانت في الجريدة. ويمكن للجمهور في أوقات أخرى أن يختار مقطع فيديو لمشاهدته، مما يجعل الموقع الإلكتروني شبيهاً بالبث التلفزيوني. وتسمح القصة الإخبارية التي تستفيد كليا من الوسيلة الإعلامية الجديدة للقارئ بأن يصبح مشاركا يختار كيفية تعامله/تعاملها مع المعلومات المقدمة. وتقول نورا بول مديرة معهد دراسات وسائل الإعلام الجديدة التابع لجامعة منيسوتا "لا يتحقق وجود شكل جديد من القصة الإخبارية إلا عندما يتوفر تحكم المستخدم بالمادة إلى حد ما."
    ويقول جوناثان دوب ناشر (CyberJournalist.net)، وهو موقع يركز على الكيفية التي أخذت فيها الإنترنت والتكنولوجيات الأخرى بتغيير وسائل الإعلام، إنه "يتعين على صحفيي الإنترنت أن يفكروا على مستويات متعددة في الوقت نفسه: الكلمات والأفكار وبنيان القصة والتصميم ومواد التفاعل والصوت والفيديو والصور والحكم على أهمية الأخبار. وجوهر التلفزيون هو عرض الأخبار. في حين أن الصحافة المطبوعة تركز على نحو أكثر على الإبلاغ والتوضيح. أما الصحافة على خط الإنترنت فتتضمن العرض والإبلاغ والتصوير والتفاعل". ولجعل ذلك ممكنا، يقدم صحفيو الإنترنت المعلومات على مستويات متعددة، مستخدمين طائفة من أنواع القصص الإخبارية المختلفة.
    أنواع القصص الإخبارية الإلكترونية
    لقد وصف أبسط شكل من أشكال القصص الإخبارية الإلكترونية بـ "الصحافة المطبوعة زائد"، وهو قصة إخبارية نصية تشتمل على عناصر إضافية كالصور والصوت والفيديو أو الوصلات الإضافية للحصول على المزيد من المعلومات. ويستطيع الصحفي، من خلال دمج الوصلات في قصته، أن يقدّم للقارئ معلومات إضافية على مواقع ويب منفصلة على الشبكة، يعود بعضها إلى مصادر خارج المؤسسة الصحفية، توفر مزيداً من الخلفية أو المعلومات التاريخية حول الحدث. ويمكن تعزيز القصص الإخبارية الإلكترونية بتضمينها وصلات إلى قواعد البيانات التي يمكن للمستخدم البحث فيها. فمثلا، يمكن ربط قصة إخبارية عن انخفاض معدل نتائج الاختبارات في المدارس الثانوية في جميع أنحاء البلد بقاعدة بيانات للنتائج من جميع المدارس. ويمكن للمستخدم بذلك أن يبحث عن نتائج طلبة مدرسة معينة، أو عن جميع المدارس في مدينة معينة أو أن يقارن نتائج المدارس المختلفة.
    ويستخدم أحد الأساليب المبتكرة "تفاعلات بالكبس" أو الرسوم البيانية والصور الإيضاحية متعددة الوسائل الإعلامية المصممة خصيصا لإيضاح قصة إخبارية. وتوضع عناصر هذه الرسوم والصور الإيضاحية في لائحة بشكل طولي، ولكن يمكن للقارئ أن يتفحص كلاً منها على حدة بالترتيب الذي يختاره. وينطبق الشيء نفسه على معظم "عروض الشرائح الزجاجية" المتوفرة على الإنترنت والتي تجمع النص والصوت مع صور فوتوغرافية بحيث تتيح للقارئ تجربة شكل جديد يتصف بتعددية وسائل الإعلام.
    ويمكن للأدوات التي تسمح للقارئ بأن يتحرك عبر مشهد واسع على امتداد 360 درجة في موقع ما أن تعزز هي أيضاً التغطية الإخبارية الإلكترونية. وتقوم بذلك أيضاً رسوم فلاش المتحركة، وهي من برامج الكمبيوتر التي تتيح للمرء تصميم محتوى التفاعلات: فيديو ورسوم بيانية وصور إيضاحية ورسوم متحركة. فمثلا، أوجدت هيئة الإذاعة البريطانية في لندن موقعا إلكترونيا حول المخدرات غير المشروعة والمشروبات الكحولية، أتاح للقارئ فرصة "اختيار" مخدر معين وجرعة منه ثم اختيار عضو في الجسم - كالدماغ أو القلب- لكي يقرأ عن تأثير المخدر على ذلك العضو، بالإضافة إلى المعلومات المتعلقة بالسلامة. وقد عمدت المواقع الإلكترونية حتى إلى استخدام اختبارات قصيرة أو ألعابا لتقديم القصص الإخبارية عن طريق تقسيم المعلومات إلى أسئلة وأجوبة والسماح للمستخدم باكتشاف ما سبق للصحفي أن جمعه من معلومات.
    الكتابة لمواقع الأخبار الإلكترونية
    يقول جوناثان دوب إن الكتابة للصحافة الإلكترونية هي مزيج بين كتابة الصحافة المطبوعة والكتابة الإذاعية والتلفزيونية. ويؤكد أن أسلوب الكتابة الموجزة والبسيطة الذي يفضله الإذاعيون يسهّل قراءة واستيعاب الكتابة الإلكترونية. ولكنه يقول إن العديد جداً من مواقع الشبكة الإلكترونية يتجاهل القواعد الأساسية للكتابة الجيدة. ويشير دوب إلى أن استخدام العبارات البسيطة وكأن المرء في حديث أمر جيد، إلا أن القواعد اللغوية والتهجئة ما زالت مهمة. ويقول مدير أخبار التلفزيون سكوت أتكنسون إن أفضل نصيحة يقدّمها هي أن تكتب للإنترنت كما تكتب رسالة إلكترونية لصديق، ويقول "هذا لا يعني أن بوسعك أن تخطئ في تهجئة الكلمات أو تتجاهل بنيان القصة الإخبارية أو تلغي السياق. إن ما يعنيه ذلك هو أن عليك أن تكتب بأفضل أسلوب حميم يمكنك التوصل إليه."
    وبما أن مواقع الأخبار الإلكترونية تميل إلى تقديم خيارات عديدة للقراء فإن على الكتّاب أن يتجنبوا تأخير الإشارة إلى جوهر النبأ ويتفادوا الفقرات الافتتاحية التي تروي قصة طريفة دون الإشارة بسرعة إلى فحوى القصة الإخبارية. ويجب أن تقدم الجملة الافتتاحية ما يقنع القارئ على مواصلة القراءة، وإلا فإنه سيكبس على قصة إخبارية أخرى. وتكون القصص الإخبارية الإلكترونية بشكل عام أقصر من القصص الإخبارية في الجرائد. ومن الإرشادات الجيدة بهذا الشأن قصر طول القصة الإخبارية الإلكترونية على حوالي 800 كلمة والتأكد من إبقائها ضمن صفحة واحدة. فقد وجدت الدراسات أن القراء مستعدون لمتابعة تصفح النص على الإنترنت، وما من ضرورة تدعو لإرغامهم على الكبس على صفحات إضافية لقراءة المزيد عن القصة الإخبارية نفسها. ولكن دوب يقترح على كتاب الإنترنت، لتسهيل استيعاب النص، تقسيم النص إلى مزيد من الأجزاء واستعمال مزيد من العناوين الفرعية والنقاط المبرزة لفصل الأفكار على نحو أكثر مما يفعلونه في الصحافة المطبوعة.
    وقد تسمح الصحافة الإلكترونية للقراء بأن يستجيبوا على الفور وبصورة مباشرة للكاتب أو المحرر عن طريق الرسائل الإلكترونية أو حتى في محادثة حية. كما أن العديد من المواقع يوفر مساحة للقراء لتقديم آرائهم، لكي يقرأ آخرون ما كتبوه ويردوا عليهم. ويحث الراديو العام بولاية منيسوتا في الولايات المتحدة السكان على المساهمة بمعلومات للقصص الإخبارية على الهواء وعلى الإنترنت. ويدعى المستمعون إلى تقديم المعلومات الإضافية للقصة الإخبارية إما من خلال الاتصال هاتفياً أو بالبريد الإلكتروني. وتشتمل القصص الإخبارية على موقع الشبكة الإلكترونية لهذه المحطة على وصلة "ساعدنا في تغطية هذه القصة الإخبارية"، كي يتمكن الجمهور من إضافة تعليقاته وبصيرته.
    كما يستطلع الراديو العام بولاية منيسوتا رأي المستمعين قبل إنتاج البرامج الخاصة، كبرنامج يحلل وضع وإمكانات اقتصاد الولاية. ويقول نائب رئيس المحطة لشؤون الأخبار، بيل بوزينبيرج، إن إسهامات المستمعين تؤدي إلى تغطية إخبارية أكثر تعقيداً بكثير وأكثر تعمقاً وتتضمن الكثير من الأمثلة والأصوات المأخوذة من واقع الحياة اليومية
    Ahmed Abdulgader
    Ahmed Abdulgader
    مؤسس المنتدى


    عدد المساهمات : 15
    تاريخ التسجيل : 30/12/2009

    البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية  Empty رد: البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية

    مُساهمة من طرف Ahmed Abdulgader الأربعاء أغسطس 04, 2010 9:12 pm

    كفيت ووفيت يا أبو حميد .. أتمنى أن يصبح المنتدى مرجعاُ أكاديمياً في الإعلام .. لك خالص الشكر والتقدير
    avatar
    ahmed alshakh


    عدد المساهمات : 9
    تاريخ التسجيل : 26/07/2010

    البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية  Empty رد: البث الإذاعي والتلفزيوني والإلكتروني -الطريقة الامريكية

    مُساهمة من طرف ahmed alshakh الخميس أغسطس 05, 2010 2:57 pm

    شكراً احمد عبد القادر علي المرور علي المشاركة وشكراً علي المساحة التي افردتموها للعلاميين الشباب من خلال الاتحاد والموقع المتميز خدمتاً للاعلام وتنميتاً لمهارات الشباب نحو النهوض بالمستوي الاحترافي لممارسي الاعلام ...دوام التقدم والنجاح اصدق تمنياتي لكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 5:45 am